ويشارك في ملتقى الاستثمار السنوي نخبة من صُناع القرار والمستثمرين والخبراء والأكاديميين من مختلف أنحاء العالم لمناقشة التحولات التي يشهدها المشهد الاستثماري في ظل المتغيرات المتسارعة، حيث تتميز البيئة الحالية بالكثير من التحديات الجيوسياسية والاقتصادية، التي تؤثر على استقطاب الاستثمارات المحلية والأجنبية المباشرة، وتمويل القطاعات الحيوية للاقتصادات مثل ريادة الأعمال، والمشاريع الناشئة والصغيرة والمتوسطة.
وأضاف ناس: "مرحلة ما بعد أزمة كورونا، ألزمت القطاع الخاص والعام بفتح أوجه التعاون مع بعضها، حيث تم تعزيز الشراكات بين مؤسسات القطاع الخاص والهيئات الحكومية وحتى المنافسين على تعزيز الابتكار ومعالجة التحديات، وتعين على المؤسسات أن تتبنى ثقافة الإبداع والتشجيع على دراسة المخاطر المحسوبة لضمان النجاح على المدى الطويل في هذا العصر الجديد الذي يحمل في طياته تغيرات مستمرة وغير متوقعة، فضلاً عن العمل على تمكين الموظفين وخيارات العمل عن بعد واتخاذ القرار السريع بما يخدم نمو وازدهار المؤسسات".
ونوه ناس إلى أهمية الدمج في إدارة الشركات والتسويق بين الأساليب التقليدية التي توفر فهمًا غنيًا للأسواق وسلوك العملاء والاستراتيجيات الناجحة بالإضافة إلى أدوات قيّمة مثل أبحاث السوق والنمذجة المالية، والأساليب الحديثة كاستخدام البيانات والرؤى السابقة كنقطة انطلاق، ثم تحليل البيانات في الوقت الفعلي، وتعليقات العملاء، والاستعداد للتجربة لتحقيق النجاح في العمل، وهو ما يعطي الشركات مرونة تمكنها من اتخاذ قرارات مستنيرة، وتكييف استراتيجياتها بسرعة للتنقل في المشهد المتغير باستمرار.
وحول الدور الذي تلعبه التكنولوجيا في اتخاذ القرارات قال: "الخبرة لها قيمتها المهنية، بيد أن التكنولوجيا كأداة تحفز عملية صنع القرار من خلال البيانات الهائلة من العملاء والأسواق وتحليلها وفق رؤية المؤسسة للحصول على نتائج تحاكي في قرائتها المستقبل"، مشيراً إلى أن الجمع بين الخبرة والتكنولوجيا للحصول على خيارات أكثر ذكاءً وتحقيق النجاح على المدى الطويل.
وأكد ناس على الدور الذي يلعبه رواد الأعمال الشباب في الوطن العربي وقدرتهم على تخطي التحديات والصعوبات الاقتصادية بتحقيق النجاح تلو النجاح، وهو ما يجعل شبابنا قادرين اليوم وقبل أي وقت على التأقلم والتغلب على الأزمات الطارئة بمرونة تامة، والنهوض بأداء الأعمال بشكل أفضل.
ويتناول الملتقى التوجهات الحديثة في ظل التحول الرقمي الذي تشهده الاقتصادات المتطورة والنامية على حد سواء. ويخصص الملتقى جلسات وورش عمل لاستشراف مدن المستقبل وسبل استخدام التقنيات مبتكرة للتعامل مع المتطلبات المتنامية، إلى جانب قدرة قطاع الأعمال على مواكبة المتغيرات، ودور الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة في المستقبل، وأهمية الابتكار في تحقيق النمو في ظل المنافسة القوية.
كما تشمل محاور الملتقى التحولات في أسواق المال العالمية وسبل تحسين مرونة سلاسل الإمداد للاستفادة من فرص النمو، وطرق تعميم تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي في المرحلة المقبلة.
العودة إلى الأخبار